كيف أبدأ بمشروع صغير

البدء بمشروع صغير سواء من مكتب خاص بك أو من منزلك، وسواء كنت تنوي العمل عليه وحدك أو بمساعدة صديق أو أكثر، هو أمر صعب ويحتاج إلى الكثير من المثابرة والعمل، والمفتاح الأساسيّ لنجاحه إلى جانب المثابرة والعمل هو "التخطيط" فيجب أن تخطّط لكل صغيرة وكبيرة بالتفصيل حتى لا تتفاجأ أثناء التنفيذ، والتنفيذ يجب أن يكون أيضاً بناء على ما كتبته في خطّة العمل، فلا يجب أن تكتب الخطّة لتكون مجموعة من التعليمات التي تنساها وقت التنفيذ.

• حدد هدفك من المشروع: هل هدفك أن تعمل على مشورع صغير وحدك في أوقات فراغك حتى تزيد دخلك إلى جانب عملك الحالي، أم أنك ترغب بترك وظيفتك الحالية والتفرغ للمشروع والحصول على دخلك الشهري من المشروع، أم أنك ترغب بعمل مشروع يعمل عليه عدد من الأشخاص بحيث توظّف شخصاً أو أكثر ليقوم بالعمل معك أو بدلاً عنك، وغير ذلك من التفاصيل، والهدف الذي تحدده هنا سيعتمد عليه الكثير من الأمور مثل المكان وتكلفة المشروع ومن الأشخاص الذين ستتواصل معهم وكم عددهم وغيرها من الأمور.
• حدد فكرة المشروع: يجب أن تكون الفكرة محددة وواضحة فلا يجب أن تكون الفكرة عبارة عن أفكار عديدة متشعبة، بالطبع يمكن للمشاريع والأعمال أن تنمو وتزدهر وتتفرع، ولكن في البداية الأولى للمشروع يجب أن تكون موّجه ومحددة باتجاه معين لسلعة معيّنة أو خدمة معينة ولجمهور وزبائن محددين ونحو ذلك، والفكرة العامة والضبابيّة تتسبّب بتشتيت الجهد والحصول على نتائج عشوائية غير مدروسة.
• اختر اسماً تجارياً: قد تستهين بفكرة اختيار الاسم، ولكن في الحقيقة أنّ الكثير سيعتمد على الاسم، فالاسم الذي تختاره سيكون هو مشروعك وأي نجاح وأي ربح يتم تحقيقه سيكون للاسم التجاري وليس لك، ويجدر الإشارة أنه يجب اختيار اسم بعيد عن السرقة أو الشبهة حيث لا يمكنك اختيار اسم تم اختياره سابقاً من قبل مشروع آخر أو اسم يشابه إلى حدّ كبير اسم مشروع قائم أصلاً باختلاف حرف واحد مثلاً، فهذا قد يعرضك للملاحقة القضائية وقد يتم المطالبة بأية أرباح جنيتها؛ لأنّها كانت باسم ذلك المشروع، وهنا تلاحظ أهمية اختيار اسم فريد ولا يشبه اسم أي مشروع قائم ويفضّل أن يكون الاسم سهلاً وقريباً إلى الناس، فمثلاً تجد أنّ القليل من الناس قد يشتري سلعة لا يستطيع نطق اسمها.
• دراسة الجدوى: وهي أن تقوم بدراسة فكرة مشروعك من ناحية اقتصادية، وتكون نتيجة هذه الدراسة إمّا أن مشروعك مجدٍ اقتصادياً ويمكن تنفيذه على أرض الواقع، أو أنه غير مجدٍ اقتصادياً أو هناك عقبات فيه وبالتالي لا يمكن تنفيذه، ويُفضّل أن تستعين بأشخاص من ذوي الكفاءة والاختصاص في عمل هذه الدراسة وهذا لا يعني بالضرورة أنّه عليك أن تتشارك معك بالمشروع وتدخلهم معك، ولكن تكفي زيارة واحدة إليهم، بحيث تناقش معهم فكرة المشروع وتُريهم خطة العمل التي كتبتها وتأخذ الملاحظات منهم، ولا بأس بعمل زيارات متعددة خلال فترات متفاوتة من المشروع، مثلاً قبل البدء بالتنفيذ وثمّ بعد أول ثلاثة شهور من البدأ وثم بعد سبعة أو ثمانية شهور وهكذا، حتى تتأكد من سير العمل بناءً على الخطة كما يجب، مثلاً يمكن لمحاسب أن يساعدك بحساب التكلفة والربح الصافي وما عليك من الضرائب وغير ذلك، حتى لا تقع بأخطاء حسابية قد تنهي مشروعك، كما يمكن أيضاً الاستعانة بمحامي للاطلاع على أنواع الرّخَص والموافقات التي يجب عليك الحصول عليها حتى تبدأ مشروعك بشكل قانونيّ وغير ذلك، كما يمكنك الاستعانة بمختصّ للتسويق كذلك ولا تخجل من السؤال واستعن بخبرتهم واسأل كذلك من قام بعمل مشروع مشابه لمشروعك إن استطعت ذلك، وضع كل إجاباتهم وملاحظاتهم بعين الاعتبار أثناء عمل دراسة الجدوى حتى تحصل على نتائج صحيحة قدر الإمكان.
• استثمر في نفسك: قبل أن تقفز إلى العمل والتنفيذ، خذ وقتك بتثقيف نفسك واستخدم كل المصادر المتاحة اقرأ كتاباً يرتبط بمشروعك أو عدة كتب إذا دعت الحاجة، وخذ دورة مرتبطة بفكرة مشروعك أو يمكنك الاستعانة بالإنترنت للحصول على قدر لا بأس به من المعلومات، وتذكر انه يجب ان تكون جيداً في عملك حتى يؤتي ثماره فاتعب على نفسك واكتسب كل المهارات اللازمة حتى تنجح في عملك وتكون مميزاً فيه.
• ابدأ بالتنفيذ: نفذ ما كتبته في خطة العمل وإذا واجهتك أمور لم تعمل حيابها في الخطة العمل فعليك إعادة كتابة خطة العمل وإضافة المعلومات الجديدة إليها، فالخطة ستحتاج إلى تعديل بين كل حين وآخر، ولكن المهم هو ألا تعمل دون خطة مدروسة فالارتجال يعني أنك تعتمد على الصدفة والحظ وليس على العمل الجاد والمثابرة.